من الذاكرة الوطنية.. الشهيد الرائد خالد عبد المجيد "فايز محمود حمدان"

من الذاكرة الوطنية..
الشهيد الرائد خالد عبد المجيد"فايز محمود حمدان"
ولد/ فايز محمود حمدان عام 1937م في قرية صور باهر قضاء القدس وترعرع فيها وحصل على تعليمة الابتدائي في مدارسها وعام 1948م اضطرت عائلته للنزوح إلى الأردن بعد ما حصلت النكبة على شعبنا الفلسطيني حيث كان وعائلته من ضحايا هذه النكبة ليمكث في عمان حيث أكمل دراسته الثانوية ليلتحق بعد أن تفوق بدراسته إلى الكلية الحربية وتخرج منها بتفوق.
أرتقى في سلم الترقيات العسكرية حتى رتبة النقيب والتحق بعدة دورات تخصص في البلاد العربية والأجنبية.
بعد نكسة حزيران عام 1967م التحق بالعمل الفدائي بعد أن تم تسريحه من الجيش الأردني، وخاض معارك باسلة أبدي خلالها بطولات فذة.
شغل الرائد/ خالد عبد المجيد مكاناً بارزاً لفترة في جبهة النضال الشعبي وكان أحد مؤسسيها مع د. صبحي غوشة والشهيد خليل سفيان (ابو الحكم) حيث أنتدب ممثلاً لجبهة النضال الشعبي في مدينة القدس لبناء قواعد ثورية هناك حيث تعرف على عبدالحميد القدسي مسؤول تنظيم حركة فتح وبعد اعتقال القدسي من جيش الاحتلال هرب الرائد خالد من الضفة الغربية والتحق بمعسكر الهامة وانضم إلى حركة فتح وقام الأخ/ أبو عمار بترقيته إلى رتبة الرائد وأنتدب ليكون مسؤولاً عن منطقة الأغوار ويتبع عسكرياً للشهيد/ أبو صبري صيدم، وفعلاً كان له دوراً مميزاً في بناء هذه القواعد، وقبل معركة الكرامة انتدب من قبل مركزية فتح حيث ذهب على رأس وفد لمقابلة الأستاذ محمد حسنين هيكل من أجل ترتيب لقاء للأخ/ ابو عمار مع الرئيس الراحل/ جمال عبدالناصر وتم ترتيب هذا اللقاء لاحقاً وأثناء سفره حصلت معركة الكرامة، عند عودته من القاهرة نقل مقر قيادته إلى مرتفعات السلط.
بعد معركة الكرامة الخالدة بتاريخ 21/3/1968م تزايدت أعداد المقاتلين الفلسطينيين والعرب من جميع الدول العربية، وبفضل هذه الأعداد الهائلة من الفدائيين تمكنت حركة فتح من تقسيم قواتها إلى ثلاث قطاعات فدائية لقوات العاصفة، كان من بينها القطاع الأوسط، حين عين الأخ ابو عمار الرائد/ خالد عبدالمجيد لقيادة القطاع الأوسط وليكون مساعداً لأبي صبري صيدم في منطقة الأغوار وبعد استشهاد الرائد/ خالد عبد المجيد في منطقة السلط نتيجة قصف الطيران الاسرائيلي جرى تسليم القطاع الرائد/ بادى عواد.
عند تولي الرائد خالد مسؤولية القطاع الأوسط ثم تكليفه كذلك بقيادة معسكر التدريب قرب نبع “عين حزير” جنوب المدينة وتم منحة صلاحيات عسكرية كاملة لا سيما بعد أن عاد من زيارته لمصر قابل خلالها الرئيس الراحل/ جمال عبدالناصر.
كان معسكر التدريب آنذاك يستقبل مئات المقاتلين للتدريب على فنون القتال بإشراف الرائد/ خالد عبدالمجيد والرائد/ بادى عواد والملازم أول/ أبو الفهود وأبو علي المدني، حيث بدأ الهجوم الجوي الإسرائيلي صباح يوم الأحد الموافق 4/8/1968م بهدف تدمير القدرات العسكرية لحركة فتح والمنظمات الفدائية الأخرى في مدينة السلطة ومناطق البستان وعين حزير ومخيم عمال الأشغال العامة في العارضة ومصنع الأسمنت في الفحيص ومزارع وادي شعيب وشمل القصف جميع قواعد المقاومة ومعسكرات التدريب.
وقبيل العدوان بفترة وجيزة كان الرائد/ خالد عبدالمجيد قائد القطاع الأوسط في اجتماع مع القيادات الأخرى لبحث نوايا العدو الإسرائيلي حسب المعلومات المتوفرة لديه في حالة شن هجوم على السلط وجوارها وبعد انتهاء الاجتماع عاد الرائد/خالد إلى مقر قيادته برفقة الملازم أول مهندس/ عمر السرطاوي والملازم أول الشيخ/ ابو الفهود وعندما أغارت الطائرات الإسرائيلي أعلن الرائد/ خالد الانتشار في مواقع دفاعية واستعدادات قوات مضادات الطائرات لأطلاق نيران الدوشكا على طائرات العدو حيث تمكنت قوات المقاومة الارضية للمقاومة والجيش العربي الأردني الشقيق منع العدو من تحقيق إصابات مباشرة على مواقع الثورة ومعسكرات الجيش الأردني الذي أطلق نيراناً غزيرة على طائرات العدو، الاَّ ان أحد الطائرات تمكنت من توجيه صاروخ إلى القاعدة التي يوجد فيها الرائد/ خالد عبدالمجيد أنفجر الصاروخ قريباً من القاعدة حيث كانت اصابة الصاروخ مباشرة حيث استشهد/ الرائد خالد عبدالمجيد وكذلك كل من المهندس/ عمر عبدالفتاح السرطاوي والملازم/ حسين جرادة والصحفي اللبناني/ صلاح سلام الذي كان يغطي الأحداث مباشرة لصالح جريدة النهار اللبنانية وأصيب في هذه الغارة الأمير الكويتي/ أبو الفهود حيث تم معالجته في مستوصف مدينة السلط التابع لحركة فتح.
هكذا ترجل الرائد/ خالد عبدالمجيد عن حصانه جسداً وتبقى روحه خفاقة في سماء الوطن والقدس الحبيب.
رحم الله شهيدنا البطل وجميع الشهداء البواسل واسكنهم فسيح جنانه.
بقلم اللواء ركن عرابي كلوب
تصدير المحتوى ك PDF